أعلنت العلا عن خطة رائدة لإطلاق مرصد فلكي، مُعترف به عالمياً، بهدف دعم الأبحاث والمبادرات التعليمية التجريبية في مجال علوم الفلك والفضاء. وبدعم من وكالة الفضاء السعودية، ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، بالإضافة إلى شركاء دوليين متميزين في هذا المجال مثل معهد SETI في كاليفورنيا، سيكون مرصد العلا «منارة العلا» منشأة متطورة ومجهزة بأحدث التقنيات الفلكية لاستكشاف الكون الواسع. سيتميّز المرصد بموقعه في شمال غرب محمية الغراميل الطبيعية، ضمن منطقة تتمتع بأدنى مستويات التلوّث الضوئي.

نظراً لطبيعة شبه الجزيرة العربية وتضاريسها الصحراوية، اهتم العرب بعلوم الفلك منذ قديم الزمان، واعتمدوا عليها لتحديد الاتجاهات أو ممارسة الشعائر الدينية. وبفضل غياب التلوّث الضوئي والرطوبة الجوية، التي تؤدي إلى تشكّل السحب في السماء، تمكّن علماء الفلك الذين عاشوا في الصحاري العربية الواسعة من مراقبة حركة النجوم والكواكب في السماء الصافية. كرّس علماء الفلك في هذه المنطقة حياتهم لدراسة النجوم، وأطلقوا عليها أسماء عربية، وربطوها بقصص وروايات ممتعة. يحمل أكثر من 200 نجماً ساطعاً في السماء أسماء عربية متميّزة مثل نجم «فم الحوت» «آخر النهر» «ذنب» وغيرها الكثير من الأسماء المرتبطة بحكايات وأساطير مشوّقة.

استقبلت العلا على مرّ العصور التُجّار، والحجّاج، والمسافرين الذين وجدوا في واحتها الخصبة مقصداً للاستراحة وتبادل الثقافات. كان الزوّار القادمون من مختلف البقاع يشاركون حكاياتهم وتجاربهم قبل أن يواصلوا رحلاتهم الطويلة. لا تزال هذه التقاليد حية في ثقافة أهل العلا، ولكن بأسلوب حديث يفتح الفرصة أمام ضيوفها للتواصل مع المجتمع المحلي واستكشاف الثقافة العريقة. يشعر زوّار العلا اليوم بهذه الأجواء الاجتماعية المريحة عند التجوّل في شوارعها وأزقتها أو التحدّث إلى أهلها لمعرفة المعلومات حول الفعاليات، والنشاطات، والمعالم الشهيرة.