تجتمع جهود العديد من المبادرات المجتمعية مع المشاريع السياحية والثقافية في العلا للنهوض بحياة نساء ورجال المجتمع المحلي على حدٍ سواء. وتسعى جميع هذه البرامج والمبادرات إلى تنمية مهارات أهالي العلا، بهدف تطوير القطاع السياحي.
يُعتبر البرنامج التدريبي من «أكاديمية العلا» واحداً من المبادرات العديدة ضمن استراتيجية العلا للنهوض بقطاع الضيافة، بالإضافة إلى برنامج «حمّاية» الذي يهدف إلى تعزيز الوعي لدى أهالي العلا بأهمية الحفاظ على الإرث الثقافي والطبيعي، وبرنامج المِنح الدراسية الذي أرسل المئات من الطلّاب للدراسة خارج المملكة العربية السعودية.

«ميثاء ياسين» هي شيف سعودية من مدينة العلا، تبلغ من العمر 32 عاماً، وتُعتبر مسيرتها المهنية جزءاً من التطوّر الذي يشهده قطاع الضيافة في العلا. شاركَت ميثاء في عام 2019 مع 24 طاهياً، من النساء والرجال، في برنامج مكثّف لتعليم فنون الطهي ضمن مدرسة التدريب المهني «فيراندي باريس» المرموقة. وانتقلت بعدها إلى نيويورك، ثم المملكة البريطانية المتحدة، لاكتساب المزيد من الخبرة في المطابخ العالمية قبل العودة إلى المملكة العربية السعودية. واليوم... تُشاركنا ميثاء شغفها بالتراث المحلي وإبداعها بتحضير الوصفات التقليدية على طريقتها المبتكرة من مطبخ « دار طنطورة ذا هاوس هوتيل ».

لمسة إبداعية على وصفة تقليدية

تُحضّر ميثاء وصفات تراثية باستخدام نفس المكوّنات الأساسية للوصفة التقليدية، ولكن بأسلوب وتقنية طهي مختلفة، لإبراز النكهات بطريقة جديدة وفريدة. تختض ميثاء بتحضير طبق «الجريش» على طريقتها المبتكرة، وهو الطبق الوطني للملكة العربية السعودية، ومن المعروف اختلاف نكهته وطريقة تحضيره من بيت لآخر. تُحضّر وصفة «الجريش» التقليدية من حبوب القمح المطبوخة في المرق مع لحم الضأن، أو الدجاج، حتى يُصبح قوامها طرياً للغاية ثم يتم هرسها باستخدام أداة خشبية خاصة.

تبدأ «ميثاء» بتحضير وصفتها بنقع حبوب القمح لفترة طويلة، وتحميصها بالزيت حتى تتفتّح ويُصبح قوامها هشّاَ، ثم تأتي مرحلة إضافة مرق الخضار تدريجياً حتى تنضج الحبوب، دون الإفراط في طهيها، للحفاظ على قوامها المتماسك. وتتميّز وصفة ميثاء بتزيين الطبق مع صلصة الليمون الأسود والخضار المقرمشة، أو مخلل الفطر.

تستوحي ميثاء تقنيات ومكوّنات من مطابخ الثقافات المختلفة حول العالم. وتُحضّر طبق «الجريش» بأسلوبها الفريد، وعلى طريقة «الريزوتو» الإيطالي، وتستعين في بعض الأحيان بصلصة «الميزو» اليابانية لتُضيف نكهة جديدة.

نكهات فريدة، وطريقة طهي مبتكرة، وإضافات جديدة تُحوّل طبق «الجريش» التراثي إلى وصفة تتناغم فيها روح الإبداع المعاصر مع أصالة التراث المحلّي.