تمور العلا

تمور العلا

كنوز واحة العلا الحلوة

عند النظر إليه من مسافة بعيدة، يفيض الوادي المذهل لواحة العلا بالخضرة النابضة بالحياة بين نتوءات الحجر الرملي في هذه الصحراء. وتُوفّر أشجار النخيل الطويلة مظلّة تُؤمّن الظل للنظام البيئي للواحة.

وهنا، تُنتج 2.3 مليون شجرة نخيل أكثر من 90,000 طن من التمور كل عام. ولكن بعيدًا عن الحلاوة اللذيذة مع كل قضمة، تلعب الأشجار الطويلة والبساتين الشاسعة جزءً مهمًا من الثقافة والاقتصاد المحليين - وقد كانت كذلك لآلاف السنين.
صور تمور العلا

أهمية تاريخية

لطالما كان نخيل التمر محصولًا عزيزًا على الحضارات التي استوطنتْ في العلا. وفي الواقع، تشمل النقوش في جبل عكمة نقوش عن أشجار النخيل. وقد سمحتْ الواحة لنخيل التمر بالازدهار في المنطقة منذ الألفية الأولى قبل الميلاد عندما سكن الدادانيون واللحيانيون الوادي. بالإضافة إلى ذلك، كشفتْ الحفريات الأخيرة للمدافن النبطية في الحِجر عن قلادات التمر، مما يُؤكّد على أهمية دور نخيل التمر في الحضارات القديمة.ويُطلق على نخلة التمر أحيانًا اسم "شجرة الحياة"، وقد وفّرتْ للمجتمعات استخدامات لا نهاية لها بعيدًا عن موضوع الغذاء، حيث يُستخدم السعف كقش يُوضع على الأسطح لتوفير الحماية من الشمس والرياح الصحراوية، في حين أنتجتْ المنسوجات الأكثر فنية مجوهرات أو سلال مزخرفة بشكل معقّد. وكانت الأشجار أيضًا مصدرًا لا يُقدّر بثمن لمواد البناء، مما منح الشعوب القديمة وسيلة لصنع الحبال والسياج والأثاث.

وما من شكٍ في أن دور الشجرة مهم للغاية لدرجة أن المعارف والمهارات والتقاليد والممارسات المكتسبة من نخيل التمر أكسبتْ المملكة العربيّة السعوديّة مكانًا على قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي للبشرية في عام 2019.

تمور

عدد لا يُحصى من النكهات

تستمر أشجار النخيل في الازدهار في العلا، حيث تتغذّى من الواحة والتربة الخصبة للوادي. ومع الوقت، تجفّ التمور وتتجعّد بشكل طبيعي تبعًا لاختلاف حجمها ولونها حسب الصنف. والأنواع الأكثر شهرة في المنطقة هي تمور البرني، والتي تُشكّل 80 في المائة من محصول التمور في كل عام. كما يتميّز المبروم الممتلئ بكونه متماسك وحلو مع نفحات غنية من التوفي، في حين تشتهر تمور المشروك بطعمها السكري الذي يدوم في الفم. وتشمل الأصناف الشعبية الأخرى للتمور في العلا: الحلوة والعنبرة والمجهول.

والتمور هي ثمار مليئة بالمغذيات، وغنية بالفيتامينات، والمعادن، ومضادات الأكسدة، والبروتين، والألياف. وفي حين تدخل التمور في صناعة وجبات خفيفة لذيذة، فقد اكتسبتْ أيضًا شعبيةً عالميةً كمُحلّي طبيعي. وعند تغليفها بشكل صحيح، يمكن الاحتفاظ بالتمور في حاوية بدرجة حرارة الغرفة لعدّة أشهر أو في الثلاجة لمدّة عام.

معلومات للزوّار

 يمكنكم تجربة أوجه التراث الزراعي للعلا من خلال زيارة  مذاق مزارع العلا، حيث ستُتاح لكم الفرصة للتجول في مسارات تمرّ عبر البساتين المزهرة وأشجار النخيل الشهيرة في العلا.

 

اكتشفوا أنواع الحمضيات في العلا

اكتشفوا مجموعةً متنوعةً من الحمضيات التي تُزرع في العلا - وكيف شكّلتْ تاريخ المنطقة

اعرف أكثر