تم بنجاح!
تم إعادة تعيين كلمة المرور بنجاح
لم يتم إعادة تعيين كلمة المرور
لم يتم إعادة تعيين كلمة المرور
حماية التقاليد الزراعية في العلا
تعمّق في فهم الأساليب التي يتّبعها مجتمع المزارعين في العلا لحماية التقاليد المتوارثة عبر الأجيال
إنّ روعة التجوّل في واحة العلا تتجاوز جمال المزارع الخضراء، والطبيعة المزدهرة من حولنا، فهي فرصة للتعرّف بصورة مباشرة على براعة الأساليب الزراعية يتّبعها أهل العلا نقلاً عن الحضارات القديمة.
بفضل الجهود المتفانية لأهل العلا وشغفهم الكبير في أرضهم، تتزيّن الواحة الغنّاء بما يزيد عن مليونين من نخلات التمر التي تعانق السماء، مع 200,000 من أشجار الحمضيات التي تُثمر بأكثر من 29 نوعاً من الفواكه المنعشة، مثل الليمون، والجريب فروت، والتورنج. وفضلاً عن هذا، تزدهر تربة العلا بعشرات الأنواع المختلفة من الثمار الشهية، من اليقطين والمانجو، إلى الباذنجان والبامية، وغيرها الكثير.
يُعتبر المشهد الزراعي النابض بالحياة برهاناً على التزام محافظة العلا بحماية التقاليد الزراعية، وذلك من خلال التعاون مع المزارعين المحليين ومساندتهم بكافة الوسائل، مما يضمن مستقبل الزراعة العضوية والمستدامة لصالح الجميع.
تلعب العلا دوراً كبيراً في تكوين الروابط الحيوية بين المزارعين، والسكان المحليين، والزوار. وقد نجحت في تعزيز السياحة البيئية والزراعية فيما يسمح لضيوفها باستكشاف خيرات الطبيعة في الواحة الغنّاء، والمزارع المُرممة بمنتهى العناية، والتعرّف على نظم الزراعة المستدامة التي يتّبعها أهلها بمنتهى الشغف والتفاني.
تستفيد المزارع المستدامة في العلا من مزيج من الخبرات العلمية والتراث الزراعي العريق، ويحرص أهلها على توظيف المناهج البيئية والاجتماعية التي أثبتت نجاحها في في الأنظمة البيئية المشابهة. ومع تنظيم التجارب التفاعلية بقيادة المرشدين السياحيين والمزارعين المحليين، يحظى ضيوف العلا بفرصة للتعرّف على تاريخ الواحة العريق، والموارد المائية التي تروي أشجارها ونباتاتها على مدار العام.
يتماشى التزام العلا بالحفاظ على التقاليد الزراعية بدعم من المزارعين المحليين مع رؤية أكثر شمولاً، وتتضمن هذه الرؤية الاستثمار في خيراتها الطبيعية، ومساندة أهلها لتحقيق أفضل النتائج. ينبع هذا التفاني من مبدأ أنّ الازدهار والنمو المستدامَين لا يتحققان إلا بحماية التقاليد الزراعية الفريدة التي أسهمت في ازدهار المنطقة، ووفّرت الغذاء والمأوى لأهلها عبر السنين.
لطالما أتت العديد من المبادرات الزراعية بنتائج إيجابية على مر السنين، من مشروع استعادة الزراعة، ومشروع إعادة زراعة النخيل، إلى مهرجان العلا للحمضيات، وتجربة التدريب الزراعي والبستنة البيئية، وغيرها الكثير. تعمل العلا بمنتهى التفاني على تحسين سلسلة الإنتاج الزراعي بهدف الحد من المنتجات الزراعية المهدورة، ووضع مبادرات لضمان ترشيد المياه، والتأكيد على إعادة تدوير البقايا الزراعية بهدف إنتاج الأسمدة العضوية.
بهدف تأمين مستقبل النشاط الزراعي والمزارعين في العلا، تمت الاستعانة بالمهندس المعماري «فرانسيس كيريه» المقيم في برلين وشركته «كيريه» للهندسة لتصميم الحرم الجامعي الزراعي في الواحة. سوف يُسهم الحرم في إعادة مبادئ الزراعة التقليدية إلى الحياة من جديد من خلال تقديم العلم والمعرفة حول التقنيات المستدامة، وتعزيز الاقتصاد والمجتمع المحلي.
يُركّز الحرم الجامعي على روح المجتمع، ويُعتبر مصدر تحفيز في سبيل التجديد الشامل للواحة بأكملها، وذلك من خلال إعادة تأهيل المباني الأثرية، وتشييد عمارات جديدة تجسّد مبادئ الهندسة المعمارية الطينية بصورة معاصرة. وبذلك، تتجاوز هذه الجهود حرص محافظة العلا على التراث الزراعي المحلي، فهي تضمن مستقبلاً مستداماً يعود بالمنفعة على أرض الحضارات وأهلها.
تعرّف على حكايات المعالم الشهيرة في العلا، وتفاصيل التجارب المشوّقة، وغيرها الكثير عن مُختلف المواضيع المتعلّقة بهذه الوجهة الاستثنائية مع مجموعة مُختارة من مقالات السفر والعطلات التي أعدّها المختصّون في هذا المجال.