مغامرات المشي

مغامرات المشي

حكايات العلا

شاهد الفيديو

تتمتع هناء نمري، وهي مغامِرة متمرسة في نشاطات الهواء الطلق، بشغفٍ كبير لاستكشاف طبيعة العلا. تبدأ هناء حديثها بينما تتأمل جمال التضاريس الصحراوية في الأفق الواسع قائلة: «كل يوم في العلا هو فرصة لمغامرة جديدة» ثم يعكس بريق عينيها ألوان الشمس عند الغروب، وتُكمل: «كلما قضيتَ وقتاً أطول في الهواء الطلق فتحت الطبيعة أبوابها لاحتضانك، وزاد استمتاعك بجمالها».

ازدهرت الحضارات القديمة منذ الماضي السحيق بين المناظر الطبيعية المتنوعة في العلا وخطفت بتضاريسها المذهلة أنظار المسافرين، والحجّاج، والتجّار. تكوّنت التشكيلات الصخرية العجيبة بفعل الرياح والأمطار عبر ملايين السنين وبقيَت شامخة في صحراء العلا المهيبة، لتروي بعضها حكاية عصور ما قبل التاريخ.

أرض الممالك القديمة

أرض الممالك القديمة

تشهد العديد من صخور العلا على الحضارات القديمة التي ازدهرت بفضل الواحات الطبيعية الخصبة في المنطقة، ويعود تاريخ بعض الكتابات والرسوم المحفورة على الصخور المنتشرة في أرجاء العلا إلى الألفية الأولى قبل الميلاد. يُعتبر جبل عِكمة، المعروف بكونه أحد أكبر المكتبات التاريخية المفتوحة، من أشهر المواقع التي تحتضن عدداً كبيراً من هذه النقوش العريقة. تقول هناء: «إنه أمرٌ لا يُصدق... كيف سافرت قِصص هؤلاء الأشخاص عبر الزمن» وتُتابع مبتسمة: «قِصص تُروى حتى يومنا هذا».

بالإضافة إلى الكتابات والنقوش الصخرية التي تعود إلى آلاف السنين، قبل تطور اللغة العربية كما نعرفها اليوم، تركت الممالك القديمة آثارها العريقة في العديد من المواقع لتكشف أسرار الحضارات المتعاقبة على أرض العلا. ندعو ضيوف العلا لزيارة موقع الحِجر الأثري الذي يعود تاريخه إلى ألفَي عام، واستكشاف مقابر الملوك والنبلاء الأنباط الذين سيطروا في الماضي على طُرق تجارة البخور والتوابل. أكثر من 110 مقبرة منحوتة بمنتهى الدقة في تشكيلات الحجر الرملي الضخمة، ومحفوظة بشكلِ ممتاز لتشهد على إبداع أهل الحضارة النبطية.

التنوع الجيولوجي في العلا

التنوّع الجيولوجي

لَعِبت بيئة العلا الجيولوجية الفريدة من نوعها دوراً محورياً في تاريخ أهل الحضارة الدادانية، وعلى حد تعبير الخبراء فإن عاصمة دادان التاريخية التي يعود عمرها إلى أكثر من 3,000 عام ما كانت لتُبصر النور لولا هذا التنوع الطبيعي المذهل. كانت الجبال الشاهقة بمثابة حصن منيع لحماية المدينة، ووفّرت التكوينات الجوفية ينابيع المياه والواحات الطبيعية التي ازدهرت بفضلها الحياة في هذه المنطقة الصحراوية.

تُعتبر تضاريس العلا المذهلة ومعالمها الطبيعية المتنوعة من أهم عوامل الجذب السياحي في يومنا هذا. تشكّلت الظواهر الجيولوجية العجيبة على مدى مليار سنة تقريباً من عُمر الأرض، وتحوّلت معها العلا إلى تحفة فنية مُبهرة من إبداع الخالق. «تافوني» هي إحدى تلك الظواهر الاستثنائية المنحوتة في صخور الحجر الرملي بعد أن تسببت الرياح والأمطار بتآكل الثقوب الصغيرة فيها لتبدو على شكل أقراص العسل.

ومن الظواهر الجيولوجية الاستثنائية في العلا نذكر لكم تلك الخطوط البرتقالية والحمراء التي ترسم طريقها المتموّج بين الصخور، وتُعرف باسم «ورنيش الصحراء». تبدو هذه الخطوط كالطلاء، ولكنها في الواقع عبارة عن جزيئات طينية دقيقة غنية بالمعادن الملوّنة المترسبة على الحجر الرملي، نحتتها الرياح بأشكال انسيابية جميلة.

بالإضافة إلى شواهد الوجود الإنساني وإبداعاته، تحتضن التضاريس الطبيعية في العلا معالم جيولوجية تاريخية تعود إلى أقدم العصور. تكشف أعمال التنقيب عن آثار لحيواناتٍ عاشت على هذه الأرض وانقرضت منذ مئات ملايين السنين، وبقيت بقاياها المحفوظة بين هذه المعالم الجيولوجية المُدهشة لتروي حكاية الطبيعية.

العلا بين الماضي والحاضر

العلا بين الماضي والحاضر

تُساهم البيئة الجيولوجية الاستثنائية في العلا بشكل مُستمر بخلق ظروف جديدة تتكيف معها مجموعة متنوعة من الحيوانات البرية. ومن الأمثلة الحيّة على ذلك، تكوينات الحجر الرملي في محمية شرعان الطبيعية التي شكّلتها كميات هائلة من الرواسب على مدى 500 مليون سنة. تزدهر اليوم أنواع مختلفة من النباتات في هذه التربة الرملية الغنية بالعناصر الطبيعية، وتتغذى عليها العديد من الحيوانات مثل النعام، الغزلان، الوعل التي تتجول بحرية بين الوديان الصخرية الحمراء والربوع الخضراء. تشرح هناء تفاصيل هذا المشهد المذهل قائلة: «تتمتع العلا بنظام بيئي خاص مع وفرة من النباتات والزهور البرية التي تُدهشني باستمرار».

تُتابع هناء حديثها عن سحر التضاريس الطبيعية في العلا قائلة: «إنها مصممة لجولات المشي ومغامرات الهواء الطلق». من النزهات القصيرة على الدروب الصحراوية، إلى جولات المشي الأكثر صعوبة عبر الوديان الوعرة وبِرك المياه الطبيعية. تُوفر العلا لزوّارها العديد من الفُرص لاستكشاف روعة معالمها وسحر طبيعتها من السماء مع رحلات المناطيد، وجولات الهليكوبتر.

يبقى الشعور الاستثنائي بالسلام الداخلي وسط التضاريس الجغرافية العجيبة، وإحساس الحرية والراحة التي تُوفرها المساحات الطبيعية المفتوحة، من أهم العوامل التي تجذب الزوّار لاستكشاف العلا. تسترجع هناء لحظاتها السعيدة وتقول: «لا شيء يُقارن بمتعة النوم تحت السماء المرصّعة بالنجوم، والاستيقاظ مع كوب من الشاي بينما تُشرق الشمس خلف جبال الحجر الرملي الرائعة». تُخفي العلا بأجوائها الغامضة معالم طبيعية وشواهد تاريخية لم تُكتشف بعد، مما يزيد من شغف المغامرين لزيارتها وفضول المستكشفين لحلّ ألغازها.

تُتابع هناء تأملها في الأفق الواسع، وتقول: «في العلا، لا يُمكنك التنبؤ أبداً عمّا يحمله الغد...».

خطط رحلتك إلى العلا

الرحلات الجوية إلى العلا

اكتشف المزيد

النشاطات السياحية

اكتشف المزيد

المطاعم

اكتشف المزيد

أماكن الإقامة

اكتشف المزيد